بيان دار الإفتاء المصرية،، لسنة ١٩٥٧
سئل فضيلة الأستاذ الشيخ حسن مأمون مفتي الديار المصرية سؤالين هامين عن زيارة الأضرحة والتوسل فأجاب فضيلته بما يلي:
س1 - ما حكم الشرع في زيارة الأضرحة - أضرحة الأولياء - والطواف بالمقصورة وتقبيلها والتوسل بالأولياء؟
ج1 - أود أن أذكر أولاً أن أصل الدعوة الإسلامية يقوم على التوحيد والإسلام يحارب جاهداً كل ما يقرب الإنسان من مزالق الشرك بالله. ولا شك أن التوسل بالأضرحة والموتى أحد هذه المزالق وهي رواسب جاهلية فلو نظرنا إلى ما قاله المشركون عندما نعي عليهم الرسول - صلى الله عليه وسلم - عبادتهم للأصنام قالوا له:
(ما نَعبُدُهُم إِلّا لِيُقَرِّبونا إِلَى اللَّهِ زُلفى) فهي نفس التي يسوقها اليوم الداعون للتوسل بالأولياء لقضاء حاجة عند الله أو التقرب منه ومن مظاهر هذه الزيارات أفعال تتنافى مع عبادات إسلامية ثابتة فالطواف في الإسلام والتقبيل في الإسلام لم يسن إلا للحجر الأسود وحتى الحجر الأسود
من قال عند صاحب قبرٍ مثلاً:
( يا حُسين أُدْعُ الله لي أن يشفي مريضي )
أنه شرك أكبر
وهذا كتابُ الله ناطق بشركية هذا الفعل
قال تعالى:
" إِن تَدعوهُم لا يَسمَعوا دُعاءَكُم وَلَو سَمِعوا مَا استَجابوا لَكُم وَيَومَ القِيامَةِ يَكفُرونَ بِشِركِكُم "
قال -صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم- :
" الدعاء هو العبادة "
فإن دعاء الأموات وطلب الحوائج منهم
- دنيوية أو أخروية -
شركٌ أكبر لا يغفره الله تعالى
وهذا الطلب لا يقدر عليه إلا الله
ودعاء الأموات لطلب الدعاء منهم دعاء!
والدعاء عبادة
بل هو العبادة
وصرفها لغير الله شرك أكبر
فدعاء الأموات بكل صورةٍ
عبادة مصروفة لغير الله ابتداءاً
وإلاَّ فما هو الشرك إلم يكن هذا شركاً !
ولافرق بين دعاء الأموات مباشرة وبين دعائهم لطلب دعائهم
فكليهما دعاء للأموات
وأنَّ كليهما شرك أكبر
والأدلة الشرعية لاتفرّق بينهما
ومن فرَّق بينهما فعليه الدليل
فالأدلة عامة في كلا الحالتين
ولاشك أن غرض الداعي لطلب الدعوة من هؤلاء
هو تعظيمهم وظن أنَّ حاجته تقضى من طريق دعوتهم وشفاعتهم
وهذا هو الشرك الأكبر الذي وقع فيه مشركوا قريشٍ وأمثالهم
Cpd