قُلْ لِلَّذي هجرَ الكِتابَ وما تَلا
في يَومهِ وردًا مِـنَ القُرآنِ
أتُراكَ تُبصِرُ للسَّعادةِ مَوطِنًا
أمْ تاهَ قلبُكَ في دُجى الأحزانِ
في يَومهِ وردًا مِـنَ القُرآنِ
أتُراكَ تُبصِرُ للسَّعادةِ مَوطِنًا
أمْ تاهَ قلبُكَ في دُجى الأحزانِ
ياترى بتفتح مصحفك 📖ولا بقاله ٣ أيام مُغلق بعد انتهاء شهر رمضان
وردك القرآني نعيمٌ لروحك، وأُنسٌ ليومك، فلا تتركه ولو على سبيل الأمور المباحة، فالنّفس إذا تكاسلت عن وردها يومًا بعد يوم، يصعُب عليها العودة كما كانت سابقًا، والمداومة عليه وإن كان بعدد أجزاء قليلة خيرٌ من الإنقطاع الذي يتبعه تسويفٌ ثمّ هجرٌ وحرمان.
يامن كنت ترتل القرآن في رمضان ، وتتعاهده بالقراءة في أجمل مكان وزمان ، احذر من هجر القرآن ، فإنه النور في كل مكان وزمان .
"وقال الرسول يارب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا" ذنوب الأمم كثيرة لكن الرسول ﷺ اختص هجر القرآن بالشكوى
قال تعالى: وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا (30)
وقال الرسول شاكيًا ما صنع قومه: يا ربِّ إن قومي تركوا هذا القرآن وهجروه، متمادين في إعراضهم عنه وتَرْكِ تدبُّره والعمل به وتبليغه. وفي الآية تخويف عظيم لمن هجر القرآن فلم يعمل به.
صحيح مسلم
كِتَابٌ : الْمَسَاجِدُ وَمَوَاضِعُ الصَّلَاةِ - بَابٌ : الْأَمْرُ بِتَعَهُّدِ الْقُرْآنِ
سَمِعْتُ ابْنَ مَسْعُودٍ يَقُولُ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : " بِئْسَمَا لِلرَّجُلِ أَنْ يَقُولَ : نَسِيتُ سُورَةَ كَيْتَ وَكَيْتَ ، أَوْ نَسِيتُ آيَةَ كَيْتَ وَكَيْتَ. بَلْ هُوَ نُسِّيَ ".
صحيح البخاري: (5032, 5039) ، صحيح مسلم: (790, 790) ، سنن الترمذي: (2942) ، سنن النسائي: (943) ، سنن الدارمي: (2787, 3390) ، مسند أحمد: (3620, 3960, 4020, 4085, 4176, 4288, 4416)
مسند أحمد
مُسْنَدُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " بِئْسَمَا لِأَحَدِهِمْ - أَوْ : أَحَدِكُمْ - أَنْ يَقُولَ : نَسِيتُ آيَةَ كَيْتَ وَكَيْتَ ، بَلْ هُوَ نُسِّيَ، وَاسْتَذْكِرُوا الْقُرْآنَ ؛ فَإِنَّهُ أَسْرَعُ تَفَصِّيًا مِنْ صُدُورِ الرِّجَالِ مِنَ النَّعَمِ مِنْ عُقُلِهَا "، قَالَ : أَوْ قَالَ : " مِنْ عُقُلِهِ ".
حكم الحديث: إسناده صحيح على شرط الشيخين
صحيح البخاري: (5032, 5039) ، صحيح مسلم: (790, 790, 790) ، سنن الترمذي: (2942) ، سنن النسائي: (943) ، سنن الدارمي: (2787, 3390) ، مسند أحمد: (3620, 3960, 4020, 4085, 4176, 4288)
"بِئْسَ ما لأحَدِهِمْ أنْ يَقُولَ: نَسِيتُ آيَةَ كَيْتَ وكَيْتَ، بَلْ نُسِّيَ، واسْتَذْكِرُوا القُرْآنَ؛ فإنَّه أشَدُّ تَفَصِّيًا مِن صُدُورِ الرِّجالِ مِنَ النَّعَمِ".
في هذا الحديثِ يذُمُّ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مَن يَقولُ: «نَسيتُ آيةَ كَيْتَ وَكَيْتَ»
وسبب الذم ما في قول: (نَسِيتُ) مِنَ الإشعارِ بعدم الاعتناءِ بالقرآنِ؛ إذْ لا يقَعُ النسيان إلا بترك التعاهد وكثرة الغفلة، فلو تَعاهَدَه بتِلاوتِه والقيامِ به في الصَّلاة وغيرِها، لَدامَ حِفظُه وتَذكُّرُه، فإذا قال الإنسان: نَسيتُ الآيةَ الفلانيَّة، فكأنه شهد على نفسه بالتفريط.
وأمَرَ أنْ يُقالَ: «نُسِّيتُ»، يعني: أنَّ اللهَ تعالَى هو الَّذي أنساهُ، ومعناه: أنَّه عُوقِبَ بوُقوعِ النِّسيانِ عليه؛ لِتفريطِه في مُعاهدتِه واستذكارِه.
وهَجرُ القُرآنِ من أسبابِ نِسيانِه، وتكونُ عاقبتُه وَخيمةً في الدُّنيا والآخرةِ.
وهَجرُ القُرآنِ يَشمَلُ هَجْرَ اللَّفظِ،وهجر المعنى، وهجر العمل؛ فقد يكون الإنسان يتلوه ليلًا ونهارًا ويكون هاجرًا له؛ لأنَّه لم يعمل به، وقد يكون يقرؤه لفظًا ولكنه لا يفهمه معنى، فيكون هجرًا؛ لأنَّ الله تعالى قال: {كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولو الألباب}،
فإذا لم يكن تدبر ولا تذكر فهذا هجر للقرآن.