لا تقومُ الساعةُ حتى يتقاربَ الزمانُ ،
فتكونُ السنةُ كالشهرِ ،
و الشهرُ كالجمعةِ ،
و تكونُ الجمعةُ كاليومِ ،
و يكونُ اليومُ كالساعةِ ،
و تكونُ الساعةُ كالضَّرَمَةِ بالنارِ
الراوي : أنس بن مالك وأبو هريرة.
المحدث : الألباني.
المصدر : صحيح الجامع.
الصفحة أو الرقم: 7422.
خلاصة حكم المحدث : صحيح.
شرح الحديث : بيَّن النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم في مَواطِنَ كثيرةٍ علاماتِ السَّاعةِ، والأهوالَ الَّتي تَكونُ قبلَ يومِ القيامةِ، وبيَّن النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم أنَّ مِن ضِمن تلك العَلاماتِ نَزْعَ البرَكةِ مِن الوقتِ حتَّى يتَقارَبَ الزَّمانُ؛ كما في هذا الحديثِ، حيثُ يقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: "لا تقومُ السَّاعةُ"، أي: لا يأتي يومُ القيامة حتَّى تَظهَرَ عَلاماتُه، ومِن عَلاماتِ يومِ القيامةِ: "حتَّى يتَقاربَ الزَّمانُ"، أي: تُنزَعَ البرَكةُ مِن الوقتِ فيَقِلَّ الزَّمنُ، وتُنزَعَ فائِدتُه، أو أنَّ النَّاسَ لِكَثرةِ انشِغالِهم بالفِتَنِ والنَّوازِلِ والشَّدائدِ، لا يَدْرون بالوقتِ ولا كيف تَنقَضي أيَّامُهم ولَياليهم، "فتَكونُ السَّنةُ كالشَّهرِ"، أي: تَمُرُّ السَّنةُ كمُرورِ شهرٍ لا برَكةَ فيها، "والشَّهرُ كالجُمعةِ"، أي: ويَمُرُّ الشَّهرُ كأنَّه أسبوعٌ لا بركةَ فيه، "وتكونُ الجمعةُ كاليومِ"، أي: ويمُرُّ الأسبوعُ كمُرورِ النَّهارِ في اليومِ لا برَكةَ فيه، "ويَكونُ اليومُ كالسَّاعةِ"، أي: ويَمُرُّ اليومُ كأنَّه ساعةٌ مرَّت لا برَكةَ فيه، "وتَكونُ السَّاعةُ كالضَّرْمةِ بالنَّارِ"، أي: وتمُرُّ السَّاعةُ كأنَّها نَبتةٌ احتَرقَت بسُرعةٍ فلم تَأخُذْ وَقتًا ولا زمَنًا، وقيل: الضَّرمةُ ما يُشعَلُ به النَّارُ كالكِبْريتِ أو القَصبِ، وقيل: هي غُصْنُ نخلٍ في طرَفِه نارٌ، وهذا كلُّه يَدُلُّ على نزْعِ البرَكةِ مِن الزَّمانِ ومُرورِ الوقتِ سَريعًا، وعدَمِ الاستِفادةِ مِنه لِسُرعتِه، وقلَّةِ برَكتِه. وفي الحديثِ: إخبارُ النَّبيِّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم بما سيَحدُثُ بعدُ في آخِرِ الزَّمانِ.